من يتابع أحوال محلة دمنة يمكن أن يلاحظ وجود مجموعة من الظواهر السلبية التي تنعكس آثارها على أهالي محلة دمنة ، وحتى لو اعتبر البعض أن ما يحدث هو جزء من الانقسام والفرقة وأن هذا أمر غير طبيعي علي أبناء هذا البلد نتيجة لطبيعة الاختلافات في وجهات النظر إلا أن ذلك لا يعني أن لا يتم معالجة هذه الظواهر من خلال استحضار العقل والحكمة في الأخلاق في الممارسات العملية من قبل الجميع، خصوصا وأن من يتحمل كل هذه التداعيات والآثار السلبية هو أبناء محلة دمنة، كما أن الارتقاء به يتأثر بشكل كبير بانعكاسات هذه الظواهر على المصالح العامة.إن البعض يتصور أنه من خلال التفوه ببعض العبارات وإطلاق وافتعال القصص والراويات التي هدفها المصلحة الشخصية أو السير في الأرض فسادا و يسبغ على نفسه صفة حبه لمحلة دمنة والعمل من أجل هذا البلد ورفعته والارتقاء به، بينما هو يعمل على خلاف ذلك تماماً نظراً لعدم إحساسه بالمسؤولية ونتيجة لضحالة التفكير الذي يحمله، حيث يعمل البعض على افتعال صراعات جانبية وهامشية ليس لها معنى سوى إشغال الناس عن قضايا رئيسة ترتبط بهموم الناس وتطلعاتهم، وربما يراد لمثل هذه التوجهات الخاطئة أن تبقى سائدة من أجل دعمها من قبل نفعيين حتى ينشغل الناس بها بعيداً عن الأزمات التي تهدد المصالح العامة لأهالي هذه البلدة الطيبة.وليس من الحكمة ولا من العقل ولا من مبادئ العمل النافع للناس العمل على إذكاء صراعات وخلق حالة من التنافر المستمر بين أبناء محلة دمنة تحت مسميات «متلونة» و غامضة وإجراءات «ملغومة» مثلاً من أجل أن تبقى الأجواء «مربكة» و«متوترة»، وليس من الصالح العام العمل على تسجيل انتصارات لطرف على آخر من خلال سياسة الأمر الواقع أو استخدام كل طرف لإمكاناته لا في سبيل معالجة القضايا العامة للناس وإنما لفرض سياساته واستعراض قوته وتأثيره على الواقع وهو ما يجعل البلد حالة للسجال الدائم ولكن من دون حصول تغييرات حقيقية لنبذ الفرقة تعمل على حل مشكلاته والارتقاء به، وربما لا يلتفت البعض وقد لا يريد أن يلتفت من الأساس إلى أن المنتصر في كل صراع داخلي هو «مهزوم» مهما صور لنفسه حجم انتصاراته وانجازاته، وينسى البعض أن من يخسر هو في النهاية أبناء هذا البلد بكل مكوناته . هذا البلد الذي «يزايد» البعض على حبه والانتماء إليه والتفاخر به إلى درجة وصم الآخرين بالخارجين عليه، ولكن ينسى هؤلاء من المزايدين أنهم هم أكثر من «يؤذون» ويطعنون في الصميم من خلال جهلهم وجشعهم وحماقاتهم التي تضر بالأهالي و المصالح العامة من حيث يشعرون أو لا يشعرون.إن التعمية التي يقوم بها البعض من خلال تصوير أن هناك معادين للمصالح العامة ومساندين للعنف ومخالفين للقانون هي حالة من إحدى هذه الظواهر التي ابتلي بها بلدنا من خلال وجود بعض من «المزايدين» و«النفعيين» التي يتصورون جهلاً أو حماقة أنهم ينفعون هذا البلد ويدافعون عنه وإذا بهم أول من يلحق الضرر والأذى، متناسين أن مجرد الادعاء بالحق لا يكفي ما لم تكن هناك حقائق على أرض الواقع تثبت وتدعم هذه الادعاءات وهو ما يفتقده أصحاب هذه المزاعم والادعاءات الوهمية الذين لا هم لهم سوى أنفسهم ومكاسبهم الشخصية وتحقيق نزواتهم على حساب أهل محلة دمنة المسكين، والبلد المبتلى بأمثال هؤلاء «الانتهازيين» الذين لم يعرفوا كلمة الحق ولم يقفوا معه يوماً في حياتهم، ولذلك تراهم يذهبون يميناً وشمالاً حسب ما تمليه المناخات ومعها «المصلحة الشخصية» من دون رؤية أو تفكير ولذلك فإن خطر هؤلاء كبير ومؤثر لأن هذا «التلون» يلقي بظلاله على الحياة الاجتماعية فيعمل على تشويش الرؤية عند كثير من الناس وربما تختلط الأمور حتى على البعض من المخلصين. فقد ترى شخصاً كان يمارس أفعالا مشينة بحق الناس في يوم من الأيام ويطاردهم من مكان إلى آخر وإذا بك تراه اليوم من المتصدرين -ربما حسب نفسه- على خانة الإصلاح أو المعارضة، معتمداً على ضعف الذاكرة أو على تسامح الناس، وكأنه لا يكفي ما يعانيه الإنسان البسيط من تعطيل مصالحه العامة بالرغم ما يعانيه من أعباء حتى يتحمل مثل هذه الأعباء الإضافية التي لا تهم هؤلاء المزايدين ولا تعنيهم في شيء ما دامت توفر لهم مكانة ووجاهة ومكسباً ولو على حساب الغير الذي يدعي كل وصلاً به وتغنياً وتفانياً بينما محلة دمنة بريئة من أمثال هؤلاء.إن محلة دمنة والانتماء إليها وعشقها والتفاني من أجلها ليس مجرد كلمات تقال أو شعارات ترفع وإنما هي حالة إنسانية وأخلاقية تنعكس إحساساً ومشاعر ترتقي بصاحبها إلى أن يعمل على الارتقاء ببلده من خلال العمل علي نبذ الفرقة والسعي للإصلاح بين الناس وتسليط الضوء على المحاسن والانجازات من دون التردد في الإفصاح عن عوامل الخلل والتقصير بعيداً عن التزلف والتملق لأن محلة دمنة بحاجة إلى رجال مخلصين لا يرون فيها مصلحة شخصية بقدر ما يرونها حاضنة وأباً وأماً، يرونها ناصراً عزيزاً عادلاً وليس مفسدا متجاوزاً وهو ما يفتقده النفعيون والانتهازيون في نظرتهم التي لا تتجاوز جيوبهم ومصالحهم الشخصية، حمى الله العزيز القهّار محلة دمنة من شر كل حاسد وظالم وطامع إنه سميع الدعاء.
ابن من أبناء محلة دمنة
د.أحمد سلامة
ابن من أبناء محلة دمنة
د.أحمد سلامة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق